18-5 حركة فتح الإسلام : رثاء الأسد الهزبر الملا داد الله



بسم الله الرحمن الرحيم



رثاء الأسد الهزبر الملا داد الله



الحمد لله الذي اتخذ من عباده المؤمنين شهداء ، فغدا كل منهم يسرح من الجنة حيث شاء ، فكانت دماؤهم لمن خلفهم نوراً وضياء ، وصلى الله على محمد الذي ركز للشهداء أعلى لواء ، وعلى آله وصحبه الذين أوقدوا شعلة الجهاد ، فكانوا خير الناس بعد الرسل والأنبياء .

الحمد لله القائل (وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (169)) [آل عمران:169] . وصلى الله على محمد القائل : «لِلشَّهِيدِ عِنْدَ اللَّهِ سِتُّ خِصَالٍ يُغْفَرُ لَهُ فِي أَوَّلِ دَفْعَةٍ وَيَرَى مَقْعَدَهُ مِنْ الْجَنَّةِ وَيُجَارُ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ وَيَأْمَنُ مِنْ الْفَزَعِ الْأَكْبَرِ وَيُوضَعُ عَلَى رَأْسِهِ تَاجُ الْوَقَارِ الْيَاقُوتَةُ مِنْهَا خَيْرٌ مِنْ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا وَيُزَوَّجُ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ زَوْجَةً مِنْ الْحُورِ الْعِينِ وَيُشَفَّعُ فِي سَبْعِينَ مِنْ أَقَارِبِهِ» .



وبعد : فها هي ذي قوافل الشهداء تترا تصيح صباح مساء يا عباد الله هبوا ولبوا ، ففي كل يوم يهز مسامع الدنيا نبـأ استشهاد أسد من أسود الله لطالما زأر في وجوه المعتدين وصال وجال على أعداء الله والملة والدين. فقد تلقينا نبأ استشهاد الليث الهزبر الملا داد الله بيقين وثلج على الصدور تارة ، ولوعة وحرقة تارة أخرى ، فلله ما قدمت وما أخرت ، فقد كنت بحق سيفاً من سيوف العزيز الجبار ، وأسداً من أسود الواحد القهار ، وتالله إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنا على فراقك يا أيها الملا لمحزونون . ولكن لا نقول إلا ما يرضي الله ، ولنا في رسول الله ? أسوة حسنة ، فلطالما أدخلت الرعب في قلوب أعداء الله ولطالما صلت عليهم فكانت لك الصولة وألف جولة وجولة ، وكانت عليهم الدَبَرة والدولة والخزي والذلة ، فهكذا دأب الذين زرع الله كرامتهم بيده ،



وكما قال الشاعر :

علو في الحياة وفي الممات *** بحق أنت إحدى المعجزات



فكانت ساقك المقطوعة صخرة تهد بها عروش الظالمين وتلقمها للمرجفين والمنافقين والمخذلين . ولعمر الله لو علم أبو تمام أن في أصلاب الرجال وأرحام النساء مثلك لما قال في مرثيه :

فتى مات بين الضرب والطعن ميتةً *** تقوم مقام النصر إذ فاته النص

فما مات حتى مات مضرب سيفه *** من الضرب واعتلَّت عليه القنا السمر



فأنت أحق وأجدر بهذا الوصف ، ولنا في موعود الله لك ولأمثالك خير العزاء ، نحسبك والله حسيبك ، ، ونسأل الله أن يجمعنا بك في خير مستقر ، في مقعد صدق عند مليك مقتدر . وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين



المكتب الاعلامي

حركة فتح الاسلام

الجمعة 18-5-2007



المصدر : (مركز الفجر للاعلام)